الأردن خط الدفاع الأول عن فلسطين

الأردن خط الدفاع الأول عن فلسطين

  • الأردن خط الدفاع الأول عن فلسطين

افاق قبل 4 سنة

الأردن خط الدفاع الأول عن فلسطين

علي ابو حبلة

الأردن بمواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية والوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس  باتت تشكل معضلة لقادة الكيان الإسرائيلي، قادة اليمين الصهيوني المتطرف مازال في عقيدتهم الصهيونية أن الأردن هو فلسطين،  يعادي اليمين الصهيوني المتطرف «الملك عبد الله الثاني» الذي بوجهة نظرهم يشكل خط الدفاع الأول عن فلسطين، وان المواقف الثابتة للملك عبدالله الثاني باتت مصدر قلق وإزعاج للقادة الإسرائيليين خاصة بعد القرار الأردني إنهاء عقد تجديد تأجير الباقوره والغمر الأمر الذي اعتبره الإسرائيليون موقفا أردنيا غير مسبوق.

رغم توقيع اتفاقية وادي عربة بين الأردن والدولة العبرية إلا أن الأخيرة لم تتوان أبداً عن خرقها لما تم الاتفاق عليه مع الأردن ولم تولِ احترامها لنصوص المعاهدة خاصة ما يتعلق منها بالمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والوصاية الهاشمية عليها كما أنها تتحين الفرص لاستفزاز الأردن والسلطة الفلسطينية هناك من خلال انتهاكات عن سبق إصرار وترصد تقدم عليها سواء ما يتعلق منها باقتحامات زعرانه من المغتصبين للمسجد الأقصى أو الاعتداء على مواطنين أردنيين كاغتيال القاضي زعيتر على مركز الكرامة الحدودي الذي يتنقل من خلاله الفلسطينيين، والمواطنين الأردنيين اللذين تم قتلهما غيلة من قبل موظف السفارة الصهيونية بدم بارد في عمان، ناهيك عن البوابات الإلكترونية التي جرى وضعها على المداخل المؤدية للمسجد الأقصى الذي جابهه المقدسيون والسلطة الفلسطينية والأردن بقوة وصلابة وحزم ما فرض على العدو الصهيوني في نهاية المطاف أمام تلك المواقف إزالة تلك البوابات وهذا أسهم في إدامة التوتر في العلاقات الأردنية الصهيونية.

وعلى ذات النهج يسير (نتنياهو) بمبادرته الخبيثة بمد اليد للعرب في سبيل النيل من القضية الفلسطينية والحق الفلسطيني والأهم السيطرة على العالم العربي كله، تحت ستار حل قضية الشرق الأوسط.. فنتنياهو من وضع الخطوط العريضة إلى الرئيس الأمريكي لـ»صفقة القرن» من منطلق صهيوني ووفق المصالح الصهيونية لتكون هذه الصفقة البديل لحل الدولتين وتحميل العرب خاصة الأردن استيعاب الفلسطينيين.

لكن الأردن يعتبر ذلك تهديداً لأمنه واستقراره ولهذا فإنه يرفض وبشدة أي حلول لا تحترم إرادته ورفاهية شعبه والتعدي على صلاحياته بشأن وصايته على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف خاصة المسجد الأقصى المبارك ويسعى جاهداً لينال اللاجئون الفلسطينيون حقهم في العودة والتعويض..

فما يطلق عليها صفقة القرن ما هي الاّ خسارة كبيرة للعرب لفلسطين رسمت خطوطها من أجل حماية الدولة الصهيونية وعلى حساب (الأردن وفلسطين) أولاً وأخيراً.

فرفض نتنياهو لـ(حل الدولتين) وفق ما هو منصوص عليه في اتفاق (أوسلو) بين منظمة التحرير والدولة الصهيونية سنة 1993 والمقر من رؤساء الولايات المتحدة كلينتون وجورج بوش وباراك أوباما يسعى الرئيس الأمريكي (ترامب) من خلال تبنيه لخطة نتنياهو للحل، فرض حل يشمل المنطقة كلها من منظور صهيوني مدعوماً بتوجهات اليمين الأمريكي المتصهين الذي يحكم السياسة الخارجية الامريكية.

خلق تحالفات إسرائيلية في الإقليم العربي بعيداً عن الدور الأردني ضمن محاوله لتهميش دور الأردن فلسطينياً وسورياً وتعظيم أزمة اللاجئين السوريين فيه وهذه جميعها تأتي في سياق مخطط يقود لإضعاف الأردن الذي يقف شامخا بوجه مخططات التوسع الإسرائيلي ورفضه لكل المخططات الصهيونية بحيث بات الأردن في دائرة الاستهداف الصهيوني لكن باليقين القاطع أن الأردنيين مدركين لهذا المخطط ولن يتمكنوا من تمريره بحكم علاقة الأردن بفلسطين وترابط الموقف الأردني والتفافه حول المواقف والسياسات الثابتة لقيادة الأردن باتجاه القضية الفلسطينية.

 

التعليقات على خبر: الأردن خط الدفاع الأول عن فلسطين

حمل التطبيق الأن